Navigationspfad: البوندستاغ الألماني > الجمعية العامة
© DBT/Melde
الزميلات والزملاء الأعزاء،
النقطة التالية على جدول الأعمال تعالج حدثاً تاريخياً بارزاً ذا عواقب عميقة الأثر، ليس فقط بالنسبة إلى علاقة الجوار بين تركيا وأرمينيا. إن مجرد وضع هذا النقاش على جدول أعمال البوندستاغ الألماني أثار اهتماماً كبيراً لدى الرأي العام.
الإبادة الجماعية جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وهي تعني الأفعال التي ترتكب بغرض "التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية، وذلك بصفتها هذه". إن ما حدث خلال الحرب العالمية الأولى في المملكة العثمانية، تحت أنظار الرأي العام العالمي، كان إبادة جماعية، وهي لم تكن الأخيرة في القرن العشرين. ومن منطلق الاحترام للضحايا والمسؤولية تجاه أسباب تلك الجرائم وعواقبها فإننا نشعر بالتزام أكبر بألا نزيح الجرائم التي حدثت آنذاك أو أن نجمّلها.
نحن الألمان، لا ينبغي علينا أن نعلم أحداً كيف يتعامل مع ماضيه. ولكننا نستطيع من خلال خبرتنا أن نشجع الآخرين لكي يواجهوا تاريخهم، حتى إذا كان ذلك مؤلماً: إن شرط التصالح هو انتقاد الذات والاعتراف بالحقيقة؛ وهو ما يعني أيضاً أن نذكر أن الرايخ الألماني كان شريكاً في المسؤولية تجاه الجرائم التي وقعت قبل مئة عام. ورغم أن قادة الرايخ قد أحيطوا علماً بذلك بشكل مفصل، فإنهم لم يستخدموا نفوذهم؛ لقد كان التحالف العسكري مع الإمبراطورية العثمانية أهم بالنسبة لهم من التدخل لإنقاذ حياة البشر.
والاعتراف بالمشاركة في هذا الذنب يمثل شرطاً لمصداقيتنا تجاه أرمينيا وتركيا.
إن التاريخ يتطلب تفسيراً يتعدى الوقائع التاريخية، ولهذا فإن التاريخ – بالضرورة – سياسي. قد يشكو المرء من هذا النزاع، لكنه ضروري – ولهذا ينبغي التعرض إليه في البرلمان أيضاً. إننا نعلم منذ تجارب العنف خلال القرن العشرين التي لا مثيل لها أنه لا يمكن أن يسود سلام حقيقي بدون أن يُعامل الضحايا وعائلاتهم ونسلهم معاملة عادلة: وذلك عبر إحياء ذكرى ما حدث.
في هذه اليوم أيضاً، هناك أناس يقعون ضحية الملاحقة لأسباب سياسية وعرقية، وأيضاً لأسباب دينية، ومن بين هؤلاء آلاف المسيحيين. وباستقبالها أكثر من مليون لاجئ تقدم تركيا إغاثة إنسانية هائلة، مخجلة للبعض في أوروبا، وهي إغاثة لا تُقدر حق قدرها إلا نادراً. وعندما نتوجه بالنداء إلى الوعي والمسؤولية تجاه ماضي الدولة، فإننا نؤكد أننا لا ننسى هذا الاستعداد لتحمل المسؤولية في الحاضر.
إن الحكومة الحالية في تركيا غير مسؤولة عما وقع قبل مئة عام، غير أنها تتحمل مسؤولية عواقب ذلك. إننا نؤكد تقديرنا للخطوة التي خطتها تجاه نسل الضحايا والدولة الجارة، وذلك بإقامة شعائر خاصة، كما أننا نقدر بصورة خاصة كثيرين من الأتراك والأكراد الشجعان الذين يبذلون الجهد المشترك مع الأرمن منذ سنوات عديدة لدراسة هذا الفصل المظلم من التاريخ المشترك دراسة مخلصة، ومنهم كتاب وصحفيون وحكام محليون ورجال دين بارزون. وأخص هنا بالذكر أورهان باموك، الحاصل على جائزة نوبل في الآداب، والصحفي هرانت دينك الذي دفع حياته ثمن البحث عن الحقيقة التاريخية. إن هؤلاء يستحقون دعمنا، وهم بحاجة إليه أيضاً. ويجب على جلسة نقاش اليوم أن تساهم في ذلك.