: صفحة البداية > الجمعية العامة > مجلس الرئاسة > > لامرت يتمنى لتونس "برلمانا قويا"
جوزيف فنكلر، السفير هورست-فولفرام كيرل، حمادي جبالي، نوربرت لامرت، أرنولد فاتس
رئيس البوندستاغ الأستاذ الدكتور نوربرت لامرت أول ضيف رفيع المستوى من الغرب يزور تونس بعد الانتخابات في شهر أكتوبر. والزيارة مؤشر على التضامن والدعم في طريق تأسيس المجتمع الديمقراطي الذي قد يصبح نموذجا يحتذي في العالم العربي برمته. بعد عام من انطلاقة الربيع العربي الذي بدأ بمظاهرات حاشدة في تونس، مازال البلد يعاني من مشاكل اقتصادية جمة. فلم يعد السياح إليه بعد ومنهم عشرات الآلاف ممن يأتون سنويا من ألمانيا.
وصرح لامرت للتليفزيون التونسي يوم الثلاثاء 6 ديسمبر 2011 قائلا: "لم تفقد الطبيعة في تونس جمالها بعد الثورة، وسوف تزداد جاذبية هذا البلد سياسيا إن نجح في بناء نظام ديمقراطي". وبدد حمادي جبالي المخاوف الخاصة بجنوح البلد نحو التطرف بعد فوز حزب النهضة الإسلامي. وأكد رئيس الوزراء المرشح وهو نفسه من حزب النهضة الإسلامي الذي يواجه بالكثير من النقد أن تونس لن تصبح دولة عسكرية أو دولة دينية. وطلب رئيس الجمعية التأسيسية، مصطفى بن جعفر من ألمانيا أن تدعم بلاده اقتصاديا، فإنها بحاجة ماسة إلى الاستثمارات. والبطالة والفقر هما المشكلتان الملحتان. ومن المخطط أن يوضع دستور جديد خلال الاثني عشر شهرا المقبلة. ولن يتم الاستفتاء عليه إلا إن صوت أقل من ثلثي أعضاء الجمعية التأسيسية فقط في صالح نص القانون الجديد.
وتحدث منصف مرزوقي، رئيس الدولة المرشح، عن النقاشات الدائرة حول النظام السياسي القادم. فشكله لم يحسم بعد: هل تصبح تونس دولة ذات نظام رئاسي أو نظام برلماني. وعبر رئيس البوندستاغ عن أمله في أن تتعاون الحكومة التونسية القادمة مع برلمان قوي. فلكل بلد حكومة، لكن ليس لكل بلد مجلس نواب حر وقوي.
تناقش لامرت وزميلاه أرنولد فاتس من كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي/الحزب المسيحي الاجتماعي، وجوزيف فنكلر من كتلة تحالف 90/ الخضر، بإسهاب مع الساسة التونسيين الجدد حول الأحكام الألمانية الخاصة بتمويل الأحزاب ونسبة الخمسة في المائة في انتخابات البوندستاغ وغيرها من القضايا العملية، ويهتم الساسة التونسيون بهذه القضايا نظرا للقوانين التي عليهم إصدارها ومن بينها قانون الانتخاب والأحزاب والصحافة التي في نيتهم صياغتها قريبا. فمن المزمع إجراء انتخابات الرئاسة والانتخابات التشريعية نهاية عام 2012.
عبر أحمد نجيب شبي مؤسس "الحزب الديمقراطي التقدمي" في حديثه مع نواب البوندستاغ عن مخاوفه من أن يسيء حزب النهضة الفائز استخدام سلطته ويؤسس نظاما حزبيا بعد النظام الديكتاتوري الذي أسسه بن علي المخلوع.
ومنذ أسبوع والمئات يتظاهرون أمام مقر الجمعية التأسيسية. وكانت نداءاتهم مسموعة بوضوح في المبنى الذي استقبلت فيه القيادة التونسية الجديدة ضيوفها الألمان. يخشى المتظاهرون أسلمة البلاد ويقاومون السلطات الضخمة التي سيحصل عليها رئيس الوزراء القادم المنتمي لحزب النهضة.
"إن سقوط نظام تسلطي لا يصب بالضرورة في بنى ديمقراطية مستقرة". هذا ما قاله لامرت بالإشارة إلى التاريخ الألماني. ويرجو بعض من السياسيين في تونس أن يستطيعوا الاستفادة من تجربة إعادة توحيد ألمانيا، أكثر مثلا من التجارب في فرنسا أو إيطاليا رغما عن العلاقات التاريخية الأوثق بين تونس وبينهما.
وحذر رئيس البوندستاغ قائلا بأنه لا يوجد نموذج واحد لبناء المؤسسات الديمقراطية، وأكد على استعداد ألمانيا لتقديم الدعم، وأشار بين ما أشار إلى صفحات الإنترنت التي يعدها البوندستاغ باللغة العربية، حيث توجد نصوص القوانين المختلفة أو اللائحة الداخلية للبوندستاغ. (sad)